عندما زار الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- البحرين عام 1431هـ أهدى له ملك البحرين السيف الشهير بـ«الأجرب»، والذي اكتسب شهرته جراء قصيدة لصاحبه الإمام تركي بن عبدالله مؤسس المرحلة الثانية من الدولة السعودية، والذي أثار وقتها لغطاً واسعاً بسبب أهميته التاريخية، وضمن هذا السياق ما ذكره سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن من أنه ذهل وقتها عندما سألته إحدى فتيات الأسرة السعودية (المالكة) عن صلة قرابتها بالإمام تركي صاحب هذا السيف! ويرد متعجباً: ابنة تسأل عن قرابة جدها بها؟
وجدها هذا ليس شخصاً عادياً وإنما
رقم هام في تاريخ الدولة السعودية، وهو ما دفعه لتأليف كتاب كامل تدور مقدمته حول هذا الموضوع ويتشعب الكتاب ليتناول تاريخ الدولة السعودية الحديث، مشيراً إلى أن مثل هذا السؤال لفتاة لا تعرف جدها الذي لعب دوراً مفصلياً في حياة مجتمعنا يعكس في الواقع حالة فكرية وثقافية واجتماعية ليست خاصة بهذه الفتاة وحدها وإنما بمجتمعنا ككل، وهو محق في ذلك، ولذلك تضمن كتابه مقاربة بين قوة الموروث وضآلة إدراك الوارثين، وكان مثل هذا السؤال المثير للجدل هو مفتاح تأليف كتاب «السعودية.. الموروث والمستقبل.. التغيير الذي يعزز البقاء».
كثيرة هي الكتب والمؤلفات التي استعرضت الموروث السعودي بشقه الإنثروبولوجي والتاريخي، لكنه من الكتب القليلة التي غاصت في أعماق الدولة السعودية من الداخل وتناولت شقها الثاني «الدعوة الوهابية» مستعرضا من داخل الستار معلومات وتفاصيل لم تكن متاحة أو معروفة، بالنسبة لي على الأقل.
ولأني عرفت هذا الرجل عن قرب من خلال سعفة النخلة، حيث العمق والرصانة وسعة الأفق، فقد استكملت قراءة هذا الكتاب في وقت مبكّر من صدوره، وأدركت في نهايته لماذا قال عنه في المقدمة إنه يتطرق لمواضيع يرى البعض أن السكوت عنها أولى، وهي عبارة تضع تحتها جملة من الخطوط، وهذه للأسف مأساة تاريخنا الاجتماعي المسكوت عليه، وبالتالي جنح الكاتب إلى التركيز على الجوانب الإيجابية للمنجز التاريخي مع تجاوز ما سماها بـ«هنات وهفوات» وإن كنت شخصيا أراها تستحق الإشارة والنشر للاستفادة من تجاربها التاريخية للأجيال المقبلة، لكنها الحساسية الاجتماعية السائدة التي لا تقبل تسمية الأمور بأسمائها حتى وإن كانت مطبات تاريخية صغيرة وطبيعية لا تقارن بالمنجز النهائي والكبير والتي لا يخلو منها أي تاريخ مدون لكل شعوب ومجتمعات الأرض.
وجدها هذا ليس شخصاً عادياً وإنما
رقم هام في تاريخ الدولة السعودية، وهو ما دفعه لتأليف كتاب كامل تدور مقدمته حول هذا الموضوع ويتشعب الكتاب ليتناول تاريخ الدولة السعودية الحديث، مشيراً إلى أن مثل هذا السؤال لفتاة لا تعرف جدها الذي لعب دوراً مفصلياً في حياة مجتمعنا يعكس في الواقع حالة فكرية وثقافية واجتماعية ليست خاصة بهذه الفتاة وحدها وإنما بمجتمعنا ككل، وهو محق في ذلك، ولذلك تضمن كتابه مقاربة بين قوة الموروث وضآلة إدراك الوارثين، وكان مثل هذا السؤال المثير للجدل هو مفتاح تأليف كتاب «السعودية.. الموروث والمستقبل.. التغيير الذي يعزز البقاء».
كثيرة هي الكتب والمؤلفات التي استعرضت الموروث السعودي بشقه الإنثروبولوجي والتاريخي، لكنه من الكتب القليلة التي غاصت في أعماق الدولة السعودية من الداخل وتناولت شقها الثاني «الدعوة الوهابية» مستعرضا من داخل الستار معلومات وتفاصيل لم تكن متاحة أو معروفة، بالنسبة لي على الأقل.
ولأني عرفت هذا الرجل عن قرب من خلال سعفة النخلة، حيث العمق والرصانة وسعة الأفق، فقد استكملت قراءة هذا الكتاب في وقت مبكّر من صدوره، وأدركت في نهايته لماذا قال عنه في المقدمة إنه يتطرق لمواضيع يرى البعض أن السكوت عنها أولى، وهي عبارة تضع تحتها جملة من الخطوط، وهذه للأسف مأساة تاريخنا الاجتماعي المسكوت عليه، وبالتالي جنح الكاتب إلى التركيز على الجوانب الإيجابية للمنجز التاريخي مع تجاوز ما سماها بـ«هنات وهفوات» وإن كنت شخصيا أراها تستحق الإشارة والنشر للاستفادة من تجاربها التاريخية للأجيال المقبلة، لكنها الحساسية الاجتماعية السائدة التي لا تقبل تسمية الأمور بأسمائها حتى وإن كانت مطبات تاريخية صغيرة وطبيعية لا تقارن بالمنجز النهائي والكبير والتي لا يخلو منها أي تاريخ مدون لكل شعوب ومجتمعات الأرض.